سؤال: لماذا مات المسيح عن طريق الصليب، ولم يَمُتْ بطريقة أخرى؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
لقد كان الموت بالصليب يُعتبر عاراً،
فاختار الرب أشنع الميتات وأكثرها عاراً في ذلك الزمان.
ولذلك في (عب12: 2)، يقول الرسول عن الرب إنه "أحتمل الصليب مستهيناً بالخزي"
إذن في الصليب خزي.
ولهذا يقول "فلنخرج إليه إذن خارج المحلة حاملين عاره"، لأن الصليب كان معتبراً عاراً.
وفي العهد القديم، كان الصليب يُعتبر لعنة، إذ قيل "ملعون كل من عُلق على خشبة".
والسيد المسيح أراد بالصليب أن يحمل كل اللعنات التي وقعت على البشرية،
وأشار إليها الناموس (تث28). لكي يمنحنا بركة، ولا تكون هناك لعنة فيما بعد.
وكان الصليب يعتبر عثرة بالنسبة لليهود (1كو1: 18).
فاختار المسيح هذا العار، وحول الصليب إلى قوة ..
وكان الصليب أيضاً من أكثر أنواع الموت إيلاماً،
إذ تتمزق في أنسجة الجسد بطريقة مؤلمة جداً، كما يجف الماء الموجود في الجسد
لكثرة النزيف والإرهاق الجسدي. والمسيح بهذا حمل الآلام التي كانت تستحقها البشرية.
والصليب كان ميتة يرتفع فيها من يموت على الأرض،
وهكذا قال المسيح "وأنا إن ارتفعت اجذب إليَّ الجميع". وهكذا كما ارتفع على الصليب،
ارتفع إلى المجد في صعوده، ورفعنا عن مستوى الأرض والتراب بصلبنا معه ..
وكان في موته باسطاً ذراعيه لكل البشرية، إشارة لقبلوه الكل