اقترب موعد لقاء التلاميذ مع معلمهم الفاضل الذي أحبهم فأحبوه... والذي إعتاد طرح موضوعات جديدة وحيّة ليناقشها معهم... دخل التلاميذ الفصل وبدأت الحصة.. ورأى التلاميذ ورقة كبيرة تغطي مساحة السبورة كلها . طلب الأستاذ من كل تلميذ أن يرسم صورة الشخص الذي لا يحبه أو يكرهه لأنه كثيرا ما ينتقده أو يؤنبه أو يثير غضبه أو يستخف به ..الخ ... رسم أحدهم صورة زميل له لا يحبه بالرغم من تفوقه وشهادة الجميع بحسن سلوكه ... رسم الأخر صورة أخيه الذي يفتش في حقيبته ويخفي أدواته المدرسية ولعبه المفضلة... وبعد تفكير عميق رسم عماد صورة معلمه بأنفه الضخم والحبوب التي تغطي وجهه ونظارته السميكة... أخذ المدرس الصور وعلقها على السبورة وطلب من كل تلميذ أن يوجه سهامه نحو الصورة التي يبغض صاحبها ... سعد التلاميذ بهذه اللعبة المسلية واستمتعوا بها وتعالت ضحكاتهم ... وعبرت السهام الموجهه لكل صورة عن مدى كراهية راشق السهم لحامل الصورةوجاء دور عماد الذي إستعد أن يرشق صورة معلمه بأسهمه الكثيرة ... ولكن يا لخيبة الأمل ... لقد إنتهى وقت الحصة... لن يسعد عماد برشق سهامه في صورة معلمه الذي طالما أنـّبه على عدم انتباهه وعدم تركيزه في وقت الحصةوسرعان ما رفع المدرس الورقة التي تغطي السبورة لتظهر تحتها صورة الرب يسوع ... صمت التلاميذ في ألم حينما تذكروا أن سهامهم قد اخترقت وجه الحبيب يسوع بعينيه ... وأنفه ... وفمه ... وخديه.... وامتلأت عيونهم بالدموع وهم يتأملون صورة وجه الحبيب يسوع وقد اخترقته السهام من كل ناحيةهنا فقط استوعبوا جيدا معنى هذه الأية التي أنهى لها المعلم درسه : " فيجيب الملك ويقول لهم ، الحق أقول لكم ، بما أنكم فعلتموه بأحد أخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم " ( مت40:25 )